خطبة الإمام/الحسن بن علي (ع) إلى الأمة
بسم الله الرحمن الرحيم
نحَـنُ حِـزبُ اللهِ المُفلِحون وعِـترةَ رسـولِ اللهِ (ص)
الأَقــرَبـون ، وَأهـلِ بَـيـتِه الطَّيِّبونَ الطاهِرون، وأحـد
الثَّـقـلَـين اللَّـذَينِ خـلَّـفهُـما رسـول الله صلَّى الله علَيه
وآله وسلَّم . والثاني كِتاب الله . فيه تفصيل كلِّ شَيءٍ،
لا يخُطئنا تأويله، بَل نتيقَّن حَقائقه، فأطيعونا فأطاعتنا
مَفروضةً .إذ كانَت بِطاعةِ الله والرَّسول وأولي الأمـر
مَـقــرونةً ، ( فَإن تَنازَعـتُـم في شَـيءٍ فَــردُّوهُ إلى الله
والرَّسـولِ ) ، ولَـو رَدُّوه إلى الرَّسـولِ وإلى أُولي الأَمْرِ
مِنهُم لَعلِمَهُ الَّذينَ يَستَـنبِطونَهُ مِنهُم، وأحذِّرُكُمُ الإصغاءِ
إلى هُتافِ الشَّيطان ، إنَّه لَكُم عَـدُوٌّ مُـبـين فَتكـونونَ
كَأولِيائِه الَّذينَ قالَ لهُـم: ( لا غـالِـبَ لـكُـم اليـومَ مِــنَ
النَّاسِ وإنيِّ جارٌ لَكُم ، فَلماَّ تَراءَتِ الفِئَتانِ نَكَصَ عَلى
عَـقـِبَيهِ وَقالَ: إنيِّ بَريءٌ مِنكُم، إنيِّ أرَى مالا تَرونَ )
فَـتلـقـونَ لِلـرِّماحِ أَزراً ، ولِلسُّيوفِ جَزراً، ولِلعَمدِ حَظاًّ
ولِلسِّهامِ غَرضاً، ثمُ لا يَنفعُ نَفـساً إيمانهُا لـمَ تَكُـن آمنَت
مِـن قَـبل أو كَسَبت في إيماِنها خَيراً.