قصة الشاعر السيد الحميري مع الإمام جعفر الصادق عليه السلام
في كتاب أبي فرج الأصفهاني بسنده عن علي بن إسماعيل التميمي
عن أبيه قال: كنت عند الإمام جعفر الصادق(ع) إذ استأذن آذنه للسيد
الحميري فأمر بإيصاله، واقعد حرمه خلف ستر، ودخل الحميري فسلَّم
على الإمام وجلس، فاستنشده الإمام في الحسين(ع) فأنشد قوله:
امـرر عـلى جـدث الحسـين
وقل لأعـظمه الزكيَّـه
يا أعـظُـمًا لا زلــت مـــن
وطفــاء ســاكبـة رويَّـه
ما لـذَّ عـيـش بـعـــد رضِّــكِ
بالجيــاد الأعــوجـيَّــه
قــــبــرٌ تضـمَّــن طــــيِّــبًــا
آباؤه خــير البريَّــه
فإذا مـــررت بـقـبـره
فأطـل بـه وقــف المطيَّــه
وابـك المطهَّــر للمــطهَّــــر
والـمطهَّــرة الـزكـيَّــه
كـبكاء مـعـــــولـة أتـــــــت
يومًا لواحــدها المـنيَّـه
قال الراوي: فرأيت دموع لإمام جعفر الصادق تنحدر على خديه،
وارتفع الصراخ والبكاء من داره ، حتى أمره بالإمساك فأمسك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والحميري هو أبو هاشم اسماعيل بن محمد الحميري المولود في عُمان سنة 105 هـ ، ويلقب بالسيد من صغر سنه ، ويروى أن الإمام جعفر الصادق (ع) لقي السيد الحميري وقال له: سمَّتك أمك سيدًا وُفقت في ذالك ، وأنت سيد الشعراء، والسيد الحميري هو رأس الشيعة ، وكانت الشيعة من تعظيمها له تلقي له وسادة بمسجد الكوفة ، وكان متصلبًا في تشيعه لأهل البيت عليهم السلام من أبويين أباضيين ، وروي أن أبويه لمَّا علما بتشيعه لعلي بن أبي طالب همَّا بقتله لولا أن يجيره منهما الأمير/ عقبة بن مسلم الهنائي ويأخذه منهما إلى منزله .
وكان عامة شعره في مدح أهل البيت عليهم السلام وذمِّ أعدائهم .
وقيل أيضا عندما كان صغيرا ويسمع أبويه يتهجمان على الإمام علي بن أبي طالب (ع) يذهب عنهم إلى مسجد القرية وينام فيه لئلاَّ يسمع هذا التهجم.
وعندما كبر سافر إلى الإمام جعفر الصادق عليه السلام وتشيع على يديه ، وصار من كبار شعراء أهل البيت ، وله ديوان شعر المسمى بديوان " السيد الحميري " مطبوع ومتداول.